روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | بدايات الإكتئاب واللعب بالنار 2ـ2

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > بدايات الإكتئاب واللعب بالنار 2ـ2


  بدايات الإكتئاب واللعب بالنار 2ـ2
     عدد مرات المشاهدة: 2042        عدد مرات الإرسال: 0

إستعرضنا في المقال السابق الحالة التي تسبق الإصابة بالإكتئاب، وتحدثنا عن الطرق الخمس الأولى لدفع الإكتئاب في بداياته، وهذه الطرق الخمس المتبقية:

6ـ إستعيدي الشغف:

هل تتعجبين من فقدانك الحماسة؟، هل تعجزين أمام شعورك بالتعاسة دون سبب قوي؟..

ولم العجب.. وقد ألقيت بالشغف بعيدًا، وقتلتِ في نفسك ذلك الشعور بالإرتباط بهواية أو عمل تجدين فيه لذة كبيرة وتحقيق عظيم لذاتك.

ولأننا نخاف من التعلق لأسباب مختلفة، ونربط بين الإقبال والتركيز والمداومة والتعمق وبين الإدمان الذي هو فقدان السيطرة على النفس في ممارسة مضرة، فإننا نخاف من الأشياء التي تشغفنا حبًا وإهتمامًا.

إستعيدي ألوانك.. أقلامك.. نزهتك الصباحية المنعشة.. رواياتك.. أبحاثك.. وصفاتك المميزة في المطبخ، ولمساتك المبدعة في البيت.. هواياتك الرائعة.. فقد كنت تجدين بها لذة الحياة.

7ـ إستمتعي بالأشياء الصغيرة:

ما هي أحلام البشر المعتادة؟.. المال والغنى.. الشهرة والتقدير الواسع.. تحقيق إنجازات عظيمة..

هل من الشائع أن تجد شخصًا يحلم بمشاهدة الغروب على شاطيء البحر؟، أو بإحتساء مشروب دافيء في طقس مائل للبرودة أثناء قراءة كتاب ممتع؟، أو بجلسة سمر مع الأهل والأصحاب؟..

بالطبع هذه ليست أحلام، فهذه أمور متوفرة وسهلة ومتاحة، ولكن مع الأسف فإن الكثيرين ينسون أشياءهم الصغيرة المفضلة، ولا يجدون وقتًا لها أثناء سعيهم لتحقيق الأحلام الكبيرة التي غالبًا لا تسعدهم عندما يصلون إليها!

لا تفقدي إحساسك بالمتع الصغيرة، ولا تشغلنك مهامك الكبرى التي تستغرق الساعات الطويلة، عن دقائق تخطفينها في التفاصيل الجميلة، وإذا شعرت بهجمات إكتئابية مقبلة فتحصني خلف عاداتك القديمة غير المعقدة.

8ـ املئي حياتك بالحب:

أكدت العديد من الدراسات العديدة أن الحب يحدث تغييرات في الموصلات العصبية كالدوبامين والأندروفين والسيرتونين المعروفة بتأثيرها على الرغبة والإقبال على الحياة والشعور بالسعادة.

ولكن مع الأسف فإن التطلع إلى الحب يسبب إلى ملايين النساء في العالم التعاسة.. لأن تعريف الحب وصورته وتأثيره يتعرفن عليه من أفلام الخيال الرومانسي، التي تسوق الحب كسلعة مستحيلة لا يمكن أن تصمد على الأرض، أو يعيشها زوجان في حياة يومية، فالزوجة تقارن بين تصورها عن الحب وما تشاهده وتقرأه وبين ما تعيشه فتشعر أن حياتها خاوية من المشاعر الرومانسية تماما، وهذا قد لا يكون صحيحًا.

المرأة هي صانعة الحب على الأرض، فلا يليق بها أن تستمد تعريف شيء هي صانعته من خيال غامض يتلاعب بها.

المرأة التي لا تحب هي أتعس مخلوق على الأرض، لأنها لا تقوم بمهمتها العظمى في الحياة، وكذلك المرأة التي تنتظر أن يقدم لها رجل مشاعر الحب السعيدة.. إنه تصور غير صحيح بالمرة، أنتٍ تصنعين الحب وتتفنين في إيجاده في نفسك وفي نفوس من حولك، في قلب زوجك تغرسين بذوره كما تشائين، وفي قلوب أبنائك وأهلك ومجتمعك.

والقلب الذي لا يملؤه حب خالقه ومولاه سيظل متعطشا إلى طعم الحب الفعلي، يقول ابن القيم رحمه الله: إن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له، وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة.

قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، وقال آخر إنه ليمر بى أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

املئي حياتك بالحب فالعالم من حولك فقير جدا إليه، ولن تجدي السعادة المستمرة إلا بأن يمتلأ قلبك بالحب، وتفيضين به.

تفنني في إسعاد الناس، ولأن الله تعالى شكور، ولا يجازي بالإحسان إلا إحسانًا.. فإن الطريق المؤكد للسعادة والإنشراح أن نسعد غيرنا، وأسرع وسيلة لتجدد الأمل في قلوبنا أن نزرعه في قلوب وعقول الآخرين.. فالراحمون يرحمهم الرحمن، وافعل ما شئت كما تدين تدان.

9ـ جربي أشياء جديدة:

كما نلجأ إلى عاداتنا القديمة الجميلة نتذكر بها كيف كنا نشعر بالسعادة، فعلينا أن نجرب أشياء جديدة عندما نشعر بجاثوم الروتين، والشعور باللاجدوى.. ففي الأماكن الجديدة، والأشخاص الجدد، والأعمال الجديدة مشاعر جديدة وخبرات جديدة وآفاق لم نكن نتصورها في صنادقينا القديمة.

10ـ السؤال المهم: ما الذي يسعدني في الحياة؟

يمضي كثير من الناس أعمارهم وهم لا يعرفون ما الذي يسعدهم حقًا، ويظنون أن ما يسعدهم هو أن تكون حياتهم سهلة وخالية من الأعمال المهمة، وهذا بالضبط هو ما يسبب لهم التعاسة، فالحاجة إلى تحقيق الذات من أهم الإحتياجات الإنسانية.

وإيمانًا بقوله صلى الله عليه وسلم: «كل ميسر لما خلق له» فإن لكل إنسان في هذه الحياة رسالة يعبد الله تعالى بها، ومهمة يجب أن ينجزها في حياته وفقًا لمهاراته ومسارات حياته، وعدم اكتشاف الرسالة الشخصية، أو محاولة أداء رسالة غير مناسبة، يسبب آلاما نفسية عظيمة، وكثيرًا ما يؤدي إلى الإكتئاب.

إبحثي عن رسالتك في الحياة، أديها بشغف، وأفيضي بها حبًا على من حولك، وإفتحي بها آفاقًا جديدة لحياتك، ولا تنسي في ثنايا ذلك أشياءك الصغيرة.

الكاتب: أ.مي عباس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.